برنامج العلاج عن بعد في ظل انتشار وباء كورونا
اثر وباء كورونا المستجد
بالتأكيد لن تكون الحياة ما بعد " كورونا" كما قبلها، فقد حصل العالم مجتمعا على تجربة جديدة ستغير منظوره للحياة على المستويين المهني والشخصي من الأن وإلى نهاية التاريخ، فمنذ انتشار الوباء بتنا جميعا على مركب واحد نحاول الوصول بالبشرية إلى البر بكافة السبل الممكنة، سعيا لحماية مجتمعاتنا وتطوير المبادرات الإنسانية لضمان سلامة الأرض وأهلها.
لقد اثار انتشار وباء كورونا في مختلف بقاع الارض قلق المؤسسات حول العالم، والتي اعربت عن تخوفها إزاء الانتشار المتزايد للوباء، وتحاول مختلف المؤسسات تخطي التحديات التي خلقها وجود فايروس كورونا وكل ما نتج عنه من ظروف أدت لإعاقة وعرقلة سير الأعمال والانشطة وخاصة في ظل الأغلاق الشامل في بعض المناطق.
أصبح القطاع الصحي من اول واهم ضحايا هذا الفايروس، حيث افتقرت العديد من المستشفيات للطواقم الطبية والمعدات اضافة لادوات الحماية، فيما اعلنت مستشفيات ومؤسسات صحية عن عجز مالي، بينما اضطرت غيرها لاغلاق ابوابها أمام المستفيدين مراعاة للتعليمات الحكومية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي حفاظا على صحة الجميع.
است جابتنا
التزمت مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس بالتعليمات القاضية باغلاق ابوابها مؤقتا، فيما عملت الادارة والطواقم الطبية بشكل سريع لايجاد حلول بديلة بهدف الحفاظ على تقديم الخدمات للاطفال ذوي الإعاقة في الضفة الغربية، وقطاع غزة والقدس الشرقية.
ما نتج عنه برنامج العلاج عن بعد، والذي تم تطويره بهدف الوصول للاطفال الفلسطينيين من ذوي الإعاقة وعائلاتهم، والاستمرار بتقديم خدمات العلاج والتأهيل الشامل لهم، الامر الذي مكن طواقمنا من الاستمرار في تقديم خدمات التمكين لعائلات الاطفال ذوي الإعاقة من خلال برنامج تمكين الام والاسرة.
فيما أوضحت المديرة العامة للمؤسسة فيوليت مبارك "ان الفريق تكاتف وعمل بكامل طاقته لتحديد الفئة المستهدفة لهذا البرنامج، ومن ثم تم التواصل مع الأهل لتحضير برنامج علاجي فردي لكل طفل ومباشرة العمل مع الطفل والاهل على حد سواء، وخلال عملية علاج الأطفال حرص الطاقم على تقديم خدمات الدعم والتمكين للاهل، كما ركز الفريق بشكل كبير على اهمية توعية الأهل بمكافحة العدوى والوقاية من الوباء".
ومن جانبه اكد المدير الطبي في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس، د.وضاح ملحيس على: "أهمية دورنا كمركز تأهيل وطني،هي طمئنة الاهل والاستمرار بتقديم خدماتنا لاطفالهم. وأضاف بأن "برنامج العلاج عن بعد يعتبر مميزاً نظرا لاننا نركز دائما على تمكين الاهل من خلال برنامج تمكين الام والاسرة ليصبحوا معالجي ظل لاطفالهم الامر الذي جعل تفاعلهم معنا خلال العلاجات عن بعد سلس ويسير."
وشددت منسقة البرنامج الميداني لوسي غريب على أن البرنامج تم بشكل مرن وناجح، موضحة أن "الفريق لا زال يحسن ويطور على هذه الخدمة.
برنامج العلاج عن بعد بالارقام
قدم الفريق الطبي المكون من المدير الطبي والمعالجين والممرضين اضافة للمرشدة الاجتماعية في مركز التأهيل، 835 جلسة علاج عن بعد للاطفال ذوي الاعاقة من الضفة الغربية خلال ثلاثة اشهر، و شملت جلسات العلاج عن بعد علاج النطق، والعلاج الطبيعي إضافة للعلاج الوظيفي والدعم النفسي والتوعية حول وباء كورونا المستجد فيما اشرف المدير الطبي على عملية العلاج عن بعد.
حيث أنه منذ نيسان وحتى حزيران، شاركت 50 عائلة من الضفة الغربية في برنامج العلاج عن بعد، فيما استفادت 7 عائلات من القدس الشرقية من 13 جلسة علاجية عن بعد خلال نيسان وايار من العام الجاري. وقد تراوحت اعمار الاطفال من عمر 18 شهرا وحتى 15 عاما، فيما كان 31 منهم ذكورا بينما استفادت 26 من الاناث من جلسات العلاج عن بعد.
ومن الجدير ذكره ان جميع العائلات حصلت على جلسة توعية حول وباء كورونا واليات الوقاية والحماية منه، قدمتها مسؤولة مكافحة العدوى فيما عملت المرشدة الاجتماعية بشكل وثيق مع الأهل وقدمت لهم الدعم النفسي المطلوب وخاصة خلال فترة الحجر والإغلاق التام.