قصتنا
1960-1970
مع انتشار شلل الاطفال بين الفلسطينيين عام1961 ظهرت الحاجة لتأسيس مركز يقدم خدمات العلاج الطبيعي للأطفال ذوي الإعاقة. وعليه تم إنشاء مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس عام 1961 بإسم "مؤسسة الأولاد المعاقين الخيرية- القدس"، وفور الانتهاء من البناء عام 1964 باشرت المؤسسة بتقديم خدماتها. فيما قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة شقيقة الملك حسين بافتتاح المؤسسة بشكل رسمي في السادس عشر من نيسان 1966، وتكريما لها اتخذت المؤسسة اسمها.
1970-1980
تم افتتاح بركة العلاج المائي عام 1971، الامر الذي وسع عمل المؤسسة في تقديم خدمات العلاج الطبيعي للمرضى المقيميين ولمتلقي العلاج النهاري، خاصة في ظل قدوم الفلسطينيين من مختلف المناطق ( الضفة الغربية، قطاع غزة والقدس الشرقية) لتلقي خدمات العلاج والتأهيل.
فيما تم تأسيس مشغل تقويم العظام والاطراف الاصطناعية، ليلاقي احتياجات المرضى المتعلقة بضرورة توفير الجبائر الطبية ( الجراحية) وتقويم العظام.
وبالاضافة لهذه الخدمات الكامنة في تقديم خدمات العلاج الطبيعي والتمريض في مركز تأهيل الطفل بدأ طاقمنا بتوفير خدمات الزيارات الميدانية للمرضى لضمان استمرار تقديم خدماتنا للمنتفيعن.
1980-1990
خلال هذه الفترة انحصرت اعداد المصابين بشلل الأطفال، فيما ازدادت الحاجة لتوفير خدمات التأهيل لحالات اخرى باتت اكثر انتشارا مثل الشلل الدماغي، والتشوهات الخلقية وتشوهات النخاع الشوكي. الامر الذي غير في اليات تقديم الخدمات من الاقامة الطويلة الى فترات اقامة اقصر للأطفال الذين هم اصغر سناً، حيث انه وحتى هذه الفترة كان الإدخال يشكل ثلاثة سنوات يمضيها الأطفال في مركز تأهيل الطفل.
في الثمانينيات تم تطوير امكانيات المؤسسة، كما تمت توسعة الخدمات المقدمة وقد تم استحداث برنامج العلاج النهاري وتكثيف برنامج الزيارات الميدانية. كما تم انشاء وحدة العلاج الطبيعي للبالغين. بينما تم اطلاق حملة عالمية لجذب متطوعين قادرين على مشاركة خبراتهم مع طاقم المؤسسة.
شهد هذا العقد تأسيس وحدة العلاج الوظيفي إضافة لوحدة علاج طبيعي خاصة لمساعدة المسنات ممن هن بحاجة لخدمات العلاج الطبيعي. وفي ذات الفترة تم افتتاح مدرستنا الرائدة التي دمجت الاطفال ذوي الإعاقة ضمن صفوفها حيث تم تخريج اول فوج اعدادي عام 1995، فيما اقيم مشروع التدريب المهني للفتية المقيمين في المؤسسة.
1990-2000
مع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية تم اختيار مركز تأهيل الطفل في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس كمركز وطني رئيسي لإحالة الأطفال ذوي الإعاقة فيما بات المركز معروف على نطاق واسع كمركز للمصادر وبناء القدرات، والعمل مع المراكز الشريكة في الميدان لمشاركة الممارسات الفضلى ورفع جودة الخدمات. كما انه تم في نفس الفترة تبني مفهوم التأهيل المبني على المجتمع والذي دعت اليه منظمة الصحة العالمية.
ادت هذه التغييرات والتعديلات على نظام المؤسسة الى تغير وجهتها في تقديم الخدمات من المبيت الطويل الى تقديم خدمات التأهيل في ادخالات قصيرة، وكنتيجة لذلك تم توسيع نطاق عمل البرنامج الميداني كما تم استحداث برنامج جديد لتمكين الأم والاسرة، مع اعطاء تركيز كبير لبرنامج التاهيل المبني على المجتمع بما يشمل التنسيق مع العيادات والمراكز الشريكة لتدريب طواقمها.
ازدهرت وتطورت مدرستنا الجامعة من خلال اضافة غرف دراسية جديدة في الروضات وفي قسم التربية الخاصة، فيما تم تخريج الفوج الاول للقسم الابتدائي في عام 1995. ومن جانب اخر تم تطوير خدمات التدريب المهني في الورشة المحمية.
2000-2009
بدأت الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وكنتيجة لذلك اضطر قسم العلاج الطبيعي لفتح أبوابه لجرحى الانتفاضة، فيما كان من الضروري رفع القدرة الاستيعابية لتقديم الخدمات لأكبر عدد ممكن.
من جانب اخر، افتتح المركز غرفة جديدة مجهزة بشكل كامل للعلاج الترفيهي بهدف تقوية العلاقة بين الام والطفل من خلال العلاج باللعب، ولتعزيز نتائج العلاج حيث باتت هذه الوحدة العلاجية الوحيدة التي تعمل في ساعات النهار والمساء، فيما ساهم تواجد هذه الوحدة بتوفير جلسات علاج جماعية يومية من اجل الحفاظ على مهارات التواصل لدى الاطفال ذوي الإعاقة. كما انه وفي هذه الفترة ايضا بدأ المركز بمشاركة خبراته مع طلاب الجامعات من خلال برنامج تدريب طلبة الجامعات.
تكللت هذه الفترة ببدء المدرسة الجامعة بتقديم خدمات التعليم الجامع باستخدام المنهاج التعليمي الفلسطيني، إذ واصلت المدرسة الجامعة عملها كحاضنة للأطفال ذوي الإعاقة، لمساعدتهم في الاندماج في المجتمع وتشجيعهم ليكونوا فاعلين ومنتجين، كما ان المدرسة باتت تضم الصفوف من الروضى وحتى الصف الثاني عشر.
2010-2020
في هذا الوقت بات مركز تأهيل الطفل في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس في طليعة المراكز التي تعمل في مجال خدمات الاطفال ذوي الإعاقة وعائلاتهم في كل من التعليم والتأهيل والمناصرة. وتم التركيز بشكل اساسي على علاج اطفال التوحد، وفي عام 2011 تم إنشاء قسم جديد لاطفال التوحد إضافة لغرفة حسية. فيما تم تدريب الموظفين للتعامل مع حالات اضطرابات طيف التوحد واضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، كما أضيف العلاج بالموسيقى الى حزمة العلاجات المقدمة.
بالاضافة الى التحديثات وتطوير الخدمات، كان في هذه الفترة حملة لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، والتي تعتبر مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس عضوا فيها، للحصول على شهادة الاعتماد الدولي JCIA ونتيجة لذلك حصلنا على الشهادة لثلاث مرات على التوالي خلال الأعوام 2015، 2018، و 2021.
ومن جانب اخر، تم تطوير الغرف الدراسية وتوسيع الخدمة في المدرسة، مما رفع جودة الخدمات التعليمية المقدمة في الصفوف من البستان وحتى الصف الثاني عشر، حيث شهدت هذه الفترة لحظات تبقى للذاكرة، تضمنت تخريج الفوج الأول للثانوية العامة في عام 2010.
وبحلول نهاية العقد، واصل المركز كونه نموذجا لأفضل الممارسات للأطفال ذوي الإعاقة في التأهيل الشامل والتعليم الجامع، حيث لطالما احتضنت المدرسة الطلاب ذوي الإعاقة الذين شكلوا ثلث عدد طلابها، وقدمت لهم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، والتمريض، والخدمات الطبية والتأهيل الشامل سواء في المدرسة الجامعة او في مركز التأهيل.
الوضع الحالي
لطالما استمرت مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس بتقديم خدمات التأهيل والعلاج منذ العام 1964، خلال الحروب وازمنة الاضطرابات، بقيت أبوابنا مفتوحة لأطفالنا وعائلاتهم، الامر الذي سمح لحهم بالحصول على الامل والتعليم والتأهيل. في عام 2020 واجهت المؤسسة جائحة فايروس كورونا بايمان وامل، بينما استمرت في تقديم الخدمات وخلق برامج ومنصات جديدة على الانترنت لمواجهة تحديات هذه المرحلة الاستثنائية.
وتواصل المؤسسة العمل تحت مظلة الكنيسة الاسقفية الانجليكانية العربية في القدس والشرق الاوسط، في مجالات التعليم والصحة والإعاقة، وذلك من خلال مركز تأهيل الطفل والمدرسة الجامعة، حيث يعتبر مركز التأهيل التابع للمؤسسة المركز الاول لتحويل الأطفال الفلسطينيين ذوي الاعاقة، كما انه مركز وطني للمصادر وبناء القدرات والتدريب ومشاركة المعرفة والممارسات الفضلى مع المؤسسات الشريكة.