رغم التحديات وجد مؤمن طريقه للاندماج في المدرسة
تم تشخيص مؤمن بالتوحد عن عمر سنة وثلاثة اشهر، وقد أمضى والداه عامان تقريبا في البحث عن مكان يوفر خدمات علاجية واكاديمية مناسبة لاحتياجاته، وتقول والدته " لو أنه توفر المكان المناسب في الوقت المناسب لكان طفلي قد احرز تقدما أكبر".
تمت إحالة مؤمن لمركز تأهيل الطفل في مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس عند بلوغه ثلاثة اعوام وستة أشهر، حيث قام فريقنا متعدد التخصصات بتقديم حزمة من الخدمات العلاجية والتأهيلية له، في حين تم دمج الام لتستفيد من برنامج تمكين الام والاسرة.
ومع صعوبة الظروف وكثرة التحديات الا ان مؤمن تمكن من حجز مقعده في الصف الاول في مدرسة قريته، وبات مستقل وقادر على الاعتماد على نفسه، " كنت مصممة على أن يحصل طفلي على خدمات التعليم وان ينضم إلى غيره من ابناء جيله إلى مقاعد الدراسة حيث أرى أن التعليم أحد حقوقه الاساسية" تضيف والدة مؤمن.
مرت اسرة مؤمن بفترات من التوتر ايزاء التفكير بدمجه في المدرسة، وبشكل خاص والدته التي اعربت عن شعورها بالقلق والاكتئاب بسبب تفكيرها برد فعل المجتمع " كان لدي مخاوف كبيرة بشأن دمج مؤمن في المدرسة، وكنت قلقة للغاية بخصوص تقبل المعلمين والزملاء له، وكذلك كان لدي تسؤلات بشأن تقبل الأشخاص المحيطين لسلوكه المختلف ".
وعلى الرغم من كثرة المخاوف والتساؤلات، اتخذت اسرة مؤمن اخيرا الخيار وقاموا بتسجيله في المدرسة الامر الذي جعلهم فخورين جدا بتقدمه حيث أنه تم دمجه بشكل كامل، وتوضح والدته " قد لا تكون نتائج مؤمن الاكاديمية ممتازة غير أنه وبسبب تلقيه خدمات التأهيل المكثف ولانه مدمج في المدرسة بشكل كامل فقد تطورت شخصيته بشكل ملفت".
في هذه المرحلة الجديدة من حياته بات مؤمن مستقل ومسؤول حيث أنه يساعد اخوته في تنظيف المنزل، غير انه وبحسب والدته فإن التحديات ستستمر في حياة طفلها في طريقه نحو النجاح، ومع ذلك فإن الاسرة مصممة على تقديم الدعم الكامل له، وتؤكد والدته " لقد واجهنا ومازلنا نواجه تحديات حقيقية متعلقة بتكاليف العلاج، ونظرة المجتمع إضافة لغياب التفهم والقبول وبيئة داعمة".
وبرغم كل هذه التحديات الا أن اسرة مؤمن لديها إيمان وثقة تامة به، وتقول والدته "نحن نرى ابننا طفلًا ذكيًا وموهوبًا وقادرًا على تحقيق أهدافه، ولهذا نتمنى أن يشاركنا المجتمع رؤيتنا هذه لطفلنا، حيث ان الرؤية الإيجابية للأطفال ذوي الإعاقة والقبول التام لهم، امور لها بالغ الاثر الايجابي على تسريع تقدم الأطفال في العلاج ".
