حتى في ظل تحديات متعددة نحن قادرون
يسكن احمد البالغ من العمر تسعة أعوام في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007، ويتشارك الحياة واسرته مع متلازمة وراثية نادرة تمنعه من المشي، حيث بدأت أعراض تأخر النمو تظهر عليه بعمر سنة وستة أشهر.
واجه مع عائلته صعوبة في الحصول على تشخيص دقيق، واستغرق الامر وقتا طويلا قبل أن يقابل دكتور وضاح ملحيس مديرنا الطبي، الذي قام بدوره باحالة احمد لمركز التأهيل في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس، ومع ذلك حالت القيود على الحركة المفروضة على الاشخاص من غزة، دون تمكن احمد من مغادر القطاع بشكل فوري، بل اضطر ان ينتظر عام في القطاع قبل ان يتمكن من الخروج منه لتلقي العلاج ضمن ادخاله الاول عام 2017.
ويواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة تحديات متعددة، والتي تتفاقم في هذه المنطقة الجغرافية بسبب صعوبة الوصول إلى الخدمات المناسبة، إما بسبب الموقع أو التكلفة. إذ تعتقد والدة أحمد أن حالته كانت ستتحسن بشكل كبير، لو تم تشخيصه في وقت مبكر وتلقى علاجاته في الوقت المناسب. وتوضح: "لقد أمضينا أكثر من 4 سنوات نحاول فهم حالة أحمد والبدء في توفير العلاج له، وخلال ذلك الوقت بدأت حالة أحمد في التدهور ".
خلال إدخاله الاول إلى مركز التأهيل عام 2017، تلقى أحمد حزمة شاملة ضمن خدمات التأهيل الشامل والمكثف مع خدمات المبيت لمدة ثلاثة اسابيع، حيث رافقته والدته التي سرعان ما انضمت لبرنامج تمكين الام والاسرة وتلقت من خلاله تدريب حول أفضل السبل لدعم ابنها فيما غادروا المركز وقد حصلوا على خطة علاج منزلية والتي اثبتت لاحقا أنها الوسيلة الوحيدة لتلقي خدمات العلاج والتأهيل حيث كانت هذه المرة الأخيرة التي زارنا فيها احمد في مركز التأهيل.
وتقول الوالدة: " كانت خطة العلاج المنزلي هي المورد الوحيد الذي أمتلكه لاني تلقيت التدريبات في مؤسسة الأميرة بسمة، ولذلك تمكنت من مواصلة تنفيذه وتطويره بقدر استطاعتي وفي النهاية أحمد يستجيب، او على الاقل حالته لا تزداد سوء."
بعد قرابة اربعة اعوام، تمكن فريقنا من الوصول لأحمد وعائلته عبر المنصات الالكترونية، وهو مسجل الان في برنامج العلاج عن بعد والذي يوفر العلاج للأطفال الفلسطينيين إضافة للدعم والتوجيه المستمر لعائلاتهم في بيئتهم الخاصة، إذ اعربت والدة أحمد عن مدى امتنان الاسرة لحصولهم على هذا البرنامج " اعاد هذا البرنامج الأمل إلى عائلتنا لأن احمد بحاجة إلى التدخل والمتابعة من قبل فريق محترف"
لسوء الحظ ، بسبب التحديات المالية والقيود المفروضة على الحركة التي يواجهها أحمد وعائلته بشكل متزايد، لا يزال غير قادر على الالتحاق بالمدرسة. ومع ذلك، كانت عائلته مبدعة ومصممة على تنفيذ "خطة العلاج المنزلي" والان في برنامج العلاج عن بعد، يبدي أحمد تقدما جيدا فقد استطاع صعود الدرج والقفز على " الترمبولين"
في الوقت الذي يستمر فيه تقديم العلاجيات والدعم والتقييمات الطبية عن بعد، يتزايد الأمل داخل منزل أحمد. وتوضح والدة احمد أهمية العلاجات المقدمة عن بعد " لقد لبت هذه الجلسات عبر الانترنت احتياجات أحمد ومنحتنا جميعا الدعم والتشجيع، وإن هذا بالتأكيد سيمكننا ويوجهنا نحو مستقبل أفضل لطفلنا".
