عصا الراعي "طريقة تفكيرنا تنعكس بشكل كبير على اطفالنا"
إن العمر يقول الكثير عنا خلال مروره وقد يبتلع الكثير من أحلامنا في دروبه، بينما الحكمة فهي انتزاع حصتنا من الدنيا، وانتزاع ما نخشاه عنّا، اما البراعة فتكمن في قدرتنا على وصف هذا وذاك ونحن في كل مراحل الرحلة نحو النجاة، ولربما ابداعنا محض صدفة ووليد التجاذبات التي مررنا بها وصولا للشخص الذي نحياه الان، وكل الذي سبق قد يكون مجرد نثر جميل إن لم تكن الارادة عصا الراعي!
سنوات امضاها رازي وزوجته وسام في انتظار حلم الابوة والأمومة، لتهبهم الحياة نعمة مضاعفة بحمل وسام بتوأم في احشائها، حيث أمضيا اشهر الحمل التسعة بسعادة مطلقة وأمل كبير، دون علم منهما أن هذا الفصل في الحكاية ليس الأخير... قسمت الولادة الحكاية لفصلين متناقضين حيث ولدت ليان بصحة جيدة، بينما مر أحمد بنقص اكسجين سبب له شللا دماغيا.
شعر رازي ووسام وكأن حلمهما بالعائلة بدأ يتلاشى خلف تشخيص طبي لم يفهما منه الكثير، غير انهما لم يستسلما لحقيقة الشلل الدماغي، بل قررا زيارة عدد من الاطباء وقاما بعمل عدد كبير من الفحوصات لأحمد، حتى تمت معاينته من قبل د.وضاح ملحيس في مركز فرح ومن ثم إحالته لمؤسسة الأميرة بسمة بالقدس ، حيث تم دمج أحمد في برنامج التأهيل الشامل، بينما رافقه والده في جميع جلسات العلاج ضمن برنامج تمكين الامهات والاسرة، مما ساعده ليصبح واحدا من الاباء القلائل الذين يقومون بدور معالج الظل لاطفالهم في المنزل، بعد انتهاء فترة الإقامة في مؤسسة الأميرة بسمة بالقدس.
بعد ان ادرك الأهل حالة أحمد، أصبح رازي مستعدا الان لتغير نمط حياته واستبدال احلامه بأخرى، إذ بات عليه الان مرافقة طفله للقدس خلال فترة العلاج حيث لم تحصل زوجته على تصريح لعبورها. كان على رازي ان يتبنى الموقف والحالة ويصبح المرافق الدائم لاحمد.
يسهب الوالد في الحديث عن برنامج تمكين الأمهات والأسرة، وتحديدا عند حديثه عن الخطة المنزلية التي يحصل عليها مع كل زيارة يقوم بها للمؤسسة، فهي وبحسب وصفه تساعده على الاستمرار في تقديم التمارين العلاجية المهمة لطفله عند عودتهما للمنزل، فقام رازي بنقل كل ما تعلمه في المؤسسة لزوجته بالاستعانة بالخطة البيتية، ما خلق لديها دافعا للعمل مع أحمد وشكل بيئة إيجابية تدفع بالعائلة وبأحمد قدما.
يضيف رازي بحماس، " أدرك تماما أن برنامج تمكين الأمهات والاسرة خُلق بهدف مساعدة الاطفال خلال علاجهم وتأهيلهم وكذلك دمجهم، وذلك كله من خلالنا كأمهات وأباء، حيث نحصل على نصائح طبية بشكل مستمر إضافة لجلسات التفريغ النفسي ما أسهم في تمكيننا كأسر ووهبنا قدرة أعلى على استيعاب وضع أطفالنا".
يضيف رازي بحماس، " أدرك تماما أن برنامج تمكين الأمهات والاسرة خُلق بهدف مساعدة الاطفال خلال علاجهم وتأهيلهم وكذلك دمجهم، وذلك كله من خلالنا كأمهات وأباء، حيث نحصل على نصائح طبية بشكل مستمر إضافة لجلسات التفريغ النفسي ما أسهم في تمكيننا كأسر ووهبنا قدرة أعلى على استيعاب وضع أطفالنا".
تحسن ليس بالبسيط ذاك الذي أضحى أحمد عليه، كان هذا حصيلة 6 إدخالات قام بها أحمد بحضور والده رازي، حيث تستمر الأسرة مجتمعة في دعم احمد وتمكينه ودمجه من خلال الالتزام في تنفيذ الخطة البيتية الخاصة باحمد والتي تعطى له وفقا لحالته.
في مشهد أخر، لازال رازي يحاول التأكيد على أهمية التعاون بين الازواج فيما يخص أطفالهم، وتحديدا الاطفال ذوي الاعاقة، فهو من يقوم بالدور الاساسي في كل ما يتعلق بأحمد، رغم كون هذه الفكرة جديدة بعض الشيء على المجتمع الذي يعتبر الأم مسؤولة عن تقديم العناية لاطفالها، غير ان رازي ومنذ أن وهبه الله أحمد كرس كل حياته وجل تركيزه على علاجه وتطوره، فيرافقه في كل ادخال لمدينة القدس ويمضي معظم اوقات فراغه معه.
"أملي هو أن يزيد وعي أهل الاطفال ذوي الاعاقة وبشكل خاص حول حقوقهم، وادعوهم ليصبحوا أكثر ثقة وفخر باطفالهم، فليس من الحكمة أن يعزل الأهل الابناء ذوي الإعاقة، كما أن الدمج في حد ذاته خطوة تحفيزية مهمة في عملية التأهيل والعلاج، فإن الدمج يخلق مهارات لدى الاطفال كالتواصل والتفاعل مع المجتمع المحيط، وهذا ينبع في الاساس من طريقة تعاطينا مع أطفالنا فعلى الأهل ان يدركوا أن طريقة تفكيرنا تنعكس بشكل كبير على اطفالنا".
يشعر رازي بامتنان لما يراه من تحسن على طفله، ويرجع ذلك للرؤية الدامجة، والتأهيل الشامل الذي توفره مؤسسة الاميرة بسمة بالقدس،" بعد كل إدخال أشعر بمزيد من الثقة وتكبر طموحاتي لاحمد"