خطوات فرح الاولى... سجلتها كاميرات الأميرة بسمة

مع الوقت ستدرك ان الأهمية تكمن دائما في رد فعلك على الاحداث من حولك لا في الاحداث نفسها، غالبا لا مشكلة في اللغة بل المشكلة دوما في اسلوب التعبير وكذلك لا ذنب للقدر بل توقعاتنا هي التي تدنو بنا دفعة واحدة نحو حزن كبير. اذا خيارنا الوحيد يتجسد في قدرتنا على التأقلم والتعلم والنمو في رحلة العمر التي لطالما لم تكن سوى كموج البحر جميل رغم صخبه ومريح رغم خطورته!

انتظر اهل فرح وصولها بفارغ الصبر والحب لفترة تسعة اشهر من الحمل الصحي وقاموا بتحضير كل شيء حتى الاسم فقد كان اسمها "ليلى" وهو اسم عربي أصيل.  ولدت فرح وبدا واضحا عليها بانها من اطفال متلازمة داون وبينما والدها "حكم" يحملها ارتأى أن طفلته الجديدة ستكون "فرح" وكانت كذلك!

على الجانب الاخر احتاجت "راوية" والدة فرح لبعض الوقت حتى تتقبل النبأ حول تشخيص طفلتها، وتقول الام "بعد شهرين ادركت أن  زوجي اختار الاسم الانسب لطفلتنا فهي مصدر الفرح للجميع".

 على عمر الستة شهور سعى الوالدان بكل ما اوتيا من طاقة لتأمين العلاج والدعم لفرح التي واجهت تحديات جسدية وذهنية في البداية، حتى قابلا د. وضاح ملحيس في عيادته الطبية في القدس وتم تحويل فرح لمؤسسة الأميرة بسمة آنذاك.

خلال الادخال الاول لم تكن فرح قادرة على السيطرة على اطرافها، أي كان هناك مشكلة في عملية التوازن، غير انها اظهرت استجابة سريعة للعلاج، فبعد اسبوعين من التأهيل الشامل والمكثف تحسنت بشكل كبير، فيما سجل الفريق الطبي مزيد من التحسن  خلال ادخالها الثاني وبدا ذلك جليا على  قدرتها في التوازن والمضغ اضافة لقدراتها الادراكية، والتي تجلت بشكل واضح من خلال تفضيلها للعبة " الليغو" والتي عمليا تطلب جهد جسديا وذهنيا من الاطفال.

الخطوة الأولى ...

بينما كانت كل الاماكن تخضع لتعليمات وزارة الصحة المتعلقة بالاغلاق الشامل والتباعد الاجتماعي، انضم والدا فرح لبرنامج العلاج عن بعد والذي استحدثته مؤسسة الأميرة بسمة خلال انتشار وباء كورونا بهدف استدامة تقديم الخدمة للاطفال الفلسطينيين من ذوي الإعاقة.

ضمن برنامج العلاج عن بعد حصلت فرح على اربعة جلسات علاجية اسبوعيا، وبرغم ارتباكها في البداية غير أنها سرعان ما اعتادت على تلقي العلاج من خلال مسافة ومن خلف " الكميرا"، حيث تحسنت بشكل ادهش الجميع بعد أن خطت الخطوة الأولى لها امام الكميرا حيث كان المعالجون يبثون من خلالها جلساتهم العلاجية.

فرح اليوم تبلغ من العمر عاما وستة أشهر وباتت قادرة على المشي وصعود ونزول الدرج، تشعر عائلتها بالراحة ازاء نتائج برنامج العلاج عن بعد حيث توضح والدتها "ان جلسات العلاج عن بعد ساهمت بشكل كبير في تحفيز قدرات فرح الادراكية واصبحت قادرة على المشي وقول بعض الكلمات اضافة  إلى أن استجابتها وردات فعلها باتت اسرع".

 ثقة وراحة كبيرة

عبرت "راوية" والدة فرح عن ثقتها الكبيرة بفريق الأميرة بسمة الطبي: " في البداية لم يكن الأمر سهل بالنسبة لي، غير أنهم قدموا الدعم لي ولطفلتي بشكل مستمر حتى اصبحنا مستقلين" وتضيف بأن الثقة التي منحها طاقم الاميرة بسمة لها ولطفلتها انعكست على سلوك فرح وتفاعل المحيط العائلي معها: "اصبح اقاربي يزوروني باستمرار حتى يستمتعوا بوقتهم مع فرح، حيث يقولون انهم اتوا خصيصا لزيارتها".

ومن جانبٍ آخر شجعت "راوية" جميع العائلات التي يوجد لديها اطفال ذوي اعاقة موضحة أهمية التركيز على قدرات اطفالهم بدلا من التركيز على التحديات التي يواجهونها  " إن اخر فكرة قد تخطر في بالي  هي اني ام لطفلة ذات إعاقة، انا فقط أم تسعى لتمكين طفلتها نحو مستقبل أفضل".

تقوم "راوية" الأن بدعم عدد من امهات لاطفال ذوي إعاقة، إذ تقوم بتحفزيهن من خلال نقل خبرتها لهن، " لقد قرات الكثير عن حالة طفلتي وادركت احتياجاتها، واعتبر وجود فرح في حياتي قد نقل معرفتي لمكان أفضل".

أحدث نشرة إخبارية
23/12/2024
أحدث النشرة الإخبارية
نشرة شتاء ٢٠٢٤
نشرة شتاء ٢٠٢٤